المسيخ الدجال
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد"
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله "بالمؤمنين رءوف رحيم"-لم يترك خيرا إلا وأمرنا به وحثنا عليه ولم يترك شرا إلا وحذرنا منه ونهانا عنه بأبي أنت وأمي صلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..
ولقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم شر المسيح الدجال وعظم فتنته فحذر أمته منه ووصفه لهم وصفا دقيقا حتى لا يخفى على مؤمن ولا يفتن به مؤمنا بإذن الله عز وجل وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بالله عز وجل في كل صلاة عقب التشهد من فتنه المسيخ الدجال فكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بربه من فتنة الدجال وأمر آمته كذلك إذا صلت إن تستعيذ بربها من فتنة هذا الكذاب الضال المضل:فجاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه قال"إذا تشهد أحدكم فليستعيذ بالله من أربع:من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنه المسيخ الدجال ومن فتنة المحيا والممات " والمتبع للأحاديث الصحيحة يستطيع أن يخرج بصورة دقيقة للدجال كما وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن ندركه ونعوذ بالله من فتنته.
أوصـــــــــــافه:
انه شاب أحمر الوجه جسيم اى ممتلئ الجثة رأسه كأنها أغصان الشجرة –يعنى أن شعره كثير متفرق قائم-أعور العينين –العين اليمنى ممسوحة صافية قد ذهب نورها والعين اليسرى ناقة بارزة ري رؤية ضعيفة وعليها ظفرة –وهى جلدة أو لحمة تخرج في العين –وعلى ذلك فكلتا العينين معيبتان-والدجال قصير ليس بالطويل.
من أين يخرج؟
يخرج الدجال من خراسان أو أصفهان ويتبعه من يهودها سبعون ألفا..تطوى له الأرض طيا,حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن سرعته التي يسير بها فقال(كالغيث استدبر ته الريح )اى الغيث تسوقه الرياح بسرعة شديدة .
مكثـــــــه في الأرض:
يقيم الدجال بعد ظهوره أربعين يوما وهى مدة قليلة ومع ذلك يطوف خلالها الأرض كلها إلا مكة والمدينة فان على أبوابها ملائكة بالسيوف مسلطة فلا يمكن دخولهما ..سئل صلى الله عليه وسلم عن مكثه في الأرض ؟فقال :أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ,وسائر أيامه كبقيةايامكم قالوا يا رسول الله فاليوم الذي هو كالسنة أيكفينا فيه صلاة يوم واحد ؟فقال صلى الله عليه وسلم
لا,اقدروا له قدره)..يعنى انظروا كم يكون من الوقت بين الفجر والظهر وهكذا ثم صلوا على حسب هذا التقدير حتى ينتهي ذلك اليوم.
لم سمي بالمسيخ الدجال:
المسيخ الدجال هو مسيح الضلالة بينما عيسى ابن مريم مسيح الهدى..وسمي الدجال مسيحا لان عينه ممسوحة في حين سمي ابن مريم مسيحا لان كان يمسح على المريض فيبرأ بإذن الله ..سمي الدجال دجالا لكثرة كذبه والدجل في الأصل هو التغطية وسمي كل كذاب دجالا لأنه يغطى الحق بالباطل.
فتنته:
هذا الدجال فتنته عظيمة جدا حتى انه يخرج ومعه ماء ونار فما يراه الناس من ماء فهو نار تحترق وما يونه نار فهو ماء بارد..ولذلك وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك الدجال أن يطأطئ رأسه ويغمض عينيه ثم يشرب من النهر الذي يظنه نارا فإنما هو ماء عذب بارد .
يمر الدجال بالقوم فيدعوهم إلى الإيمان بانهم ربهم فيؤمنون به فينادى على السماء أمطري فتمطر وينادى على الأرض أخرجي نباتك فتخرج نباتها ...فتعود سارحة القوم من الماشية اشبع ما كانت وأملا ضروعا واسمن ما تكون..
ثم يمر بآخرين فيدعوهم إلى الإيمان بأنه ربهم فيكفرون به ويردون دعوته لما يرونه من العجز الحسي والنقص الحسي في خلقته ..إن ربكم ليس بأعور وان المسيخ الدجال أعور ..
إن المسخ الدجال في الأرض يأكل الطعام ويمشى في الأسواق وربنا الرحمن على العرش استوى لا يأكل ولا يشرب .إن المسيخ الدجال يرى بين الناس وربنا لا يرى في الدنيا حتى لما أن كليمه موسى لما سأله أن يراه (قال لن تراني)ولما عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه ربه من وراء حجاب ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج كما أجمع على ذلك الصحابة رضي الله عنهم ..ولكن يوم القيامة يرى أهل الجنة ربهم سبحانه قال تعالى "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" ..
يمر الدجال على قوم فيدعوهم إلى الإيمان به فيستجيبون له ويمر على أحرين فيدعوهم فيكفرون به ويردون دعوته حتى إذا فارقهم وقد فقدوا كل خير كان بين أيديهم جفت المياه وهلك الحرث والنسل ..ويمر الدجال بالخربة فينادى عليها أن تخرج كنوزها تتبعه كيعاسب النحل –ذكور النحل-ثم يأتي الدجال برجل شاب ممتلئ الجسم فيقول :أرأيتم أن قتلت هذا وأحييته أتؤمنون بي؟ فيقول أتباعه نعم فيضربه بالسيف فيقطعه قطعتين ثم يمشى بينهما ثم ينادى عليه فيقوم حيا فيقول له أتؤمن بي ؟فيقول ما ازددت إلا بصيرة ..فيريد أن يذبحه مرة ثانية فلا يمكن ذلك.
حتى انه جاء في الحديث فيجعل الله ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا ثم يتوجه الدجال شطر المدينة فيجدها قد حرست بالملائكة التي شهرت سيوفها في وجهه فيقف على أدنى سبخة من المدينة ويقول لأتباعه أترون هذا القصر الأبيض ..انه مسجد محمد..فيخرج إليه رجل من أهل المدينة هو أفضل الناس يومئذ فيقول له أنت المسيخ الدجال الذي حذرنا منك الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تصرف الملائة وجه الدجال الى بيت المقدس فيعود الى هناك والمهدى رضى الله عنه مع اتباع الذين عصمهم الله من فتنة الدجال حتى اذا وطئ الدجال بيت المقدس وحاف اهلها منه اذا بالمسيح عيسى ن مريم ينزل من السماء عند المنارة البيضاء شرقى دمشق..ينزل بين ملكين واضعا كفيه على اجنحتهما يقطر راسه ماء .فيتوجه عيسى عليه السلام من دمشق الى بيت المقدس فيدرك المهدى وقد أقيمت الصلاة فيتأخر المهدى ليصلى عيسى بالناس فيأبى عيسى ويقول :لا لك اقيمت هذه الامة بعضها على بعض امراء تكرمة الله لهذه الامة فيصلى عيسى خلف المهدى ..ثم يتوجه عيسى الى الدجال فاذا رأه ذاب كما يذوب الملح فى الماء فيقول عيسى (ان لى فيك ضربة لن تفوتنى)..فيدرك عيسى بن مريم المسيخ الدجال عند باب لد فى فلسطين فيقتله هناك ..ثم يتتبع المسلمون أنصار الدجال من اليهود فيختبئون خلف الشجر والحجر فينادى الشجر والحجر :يا مسلم هذا يهودى ورائى تعال فخذه واقتله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فيختبئ أحدهم خلف الحجر والشجر فينطق الحجر والشجر فيقول :يا مسلم هذا يهودى ورائى تعال فخذه واقتله ,الا شجرة الغرقد فانها شجرة اليهود"..
ان فتنة الدجال عظيمة وان خطر الدجال عظيم جدا ولذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ بالله فى كل صلاة من فتنة الدجال وأرشدنا صلى الله عليه وسلم الى ما يعصمنا من فتنة الدجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حفظ عشر ايات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال" ان بشر يأكل ويشرب وينام ويتغوط ويبول ويتزوج لكن لا ولد له ..انه أعور مكتوب بين عينيه كافر يقرئها كل مؤمن يعرف القراءة أولا فكيف يخفى أمره على مؤمن بعد هذا البيان؟والله تبارك وتعالى نسأل ان يحفظ كل مؤمن في نفسه وولده قال صلى الله عليه وسلم "ان يخرج وأنا فيكم فساكفيكموه وان يخرج ولست فيكم فالله خليفتي على كل مسلم وكل امرئ حجيج نفسه"
وفى الختام نسوق إليكم أيها القارئ الكريم حديث تميم الدارى الذي أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لجدير ان يعجب كل نفس مؤمنة كما أعجب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فإليك نصه-فكم من الفوائد والمعاني الشريفة .
حديث الجساسة
فعن فاطمة بنت قيس قالت :سمعت منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى(الصلاة جامعة) فخرجت الى هذا المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت فى وصف النساء التى تلى ظهور القوم-فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال (ليلزم كل مسلم مصلاه) ثم قال أتدرون لما جمعتكم قالوا : الله ورسوله اعلم: قال: انى والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لان تميما الدارى كان رجلا نصرانيا فجاء يبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال حدثني انه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بها الموج شهرا في البحر ثم ارفؤؤا إلى جزيرة في البحر فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر –شعرها كثير غليظ-لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا:ويلك من أنت ؟فقالت أنا الجساسة؟ قالوا وم الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فانه إلى خبركم بالأشواق قال :لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أنا تكون شيطانه قال :انطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشد وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك أنت .؟؟ قال : قد قدرتم على خبري فاخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن اناس من العرب ركبنا في السفينة ..ثم اخبر تميم بما كان من خبرهم فسألهم الرجل عن: نخل بيسان وبحيرة طبرية وعن نبي الأميين محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال : وأنى لأخبركم عنى أنا المسيح واني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فاخرج فأسير في الأرض فلا ادع قرية إلا هبطها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة –المدينة-فهما محرمتان على كلتاهما كلما أردت أن ادخل واحدة أو واحدا منهما استقبلنى ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وان على كل نقب منها ملائكة يحرسونها .
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته (عصاه) في المنبر (هذه طيبة هذه طيبة –يعنى المدينة-الأهل كنت أحدثكم ذلك؟فقال الناس : نعم: فانه اعجبنى حديث تميم انه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة إلا انه في بحر الشام أو بحر اليمن لأبل من قبل المشرق وما هو من قل المشرق ما هو من قبل المشرق) وأول بيده إلى المشرق قالت فاطمة بنت قيس فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد صلى الله عليه وسلم
ولا تنسونا في دعاءكم...